7.16.2012

ماذا اهداني وطني؟

بعض النصوص رائعة بما يكفي لكي تستفزك، وتروح الكلمات تسيل من قلمك كفيض لا ينضب، ماذا اهداني الوطن؟ نص للشاعرة أيلان ابريغيث.

ماذا اهداني وطني؟ 
كطفل تسلق أحجار الحدود 
خلقه الله بين قهر القريب وقهر الجنود
أسأل الله صباحاً ومساءاً أن يتركني الهم 
وأملاً أن لا يعود 
أهداني وطني 
صوت أمي التي أكل الوطن يداها وهي تزرع وتحصد 
وأحرقهن عندما ألقت قنابل المسيل على جبروت الجنود
أهداني حبات لوز، خضرٍ وأخرى يابسات
يتركن في فمي طعم الارض 
ومزيداً من الوعود 

أهداني صورة الطفلة - أبنة عمي - تبني بيتاً على مياه البحر 
غير مكترثة ان بيتي وبيت أبيها يفصل بينهما جدار وسلك شائكٌ وحدود

أهداني قوة أبي 
وهو يقاتل من اجل ضحكتي طفلاً وشاباً 
كدرسٍ في الصمود

أهداني علم ذا اربعة اللوان لُف به شهيد 
لأعلقه فوق باب بيتنا 
أهداني تينة تخرج من ثمارها عسلاً 
تُفرح أهلنا 
أهداني شجرة زيتون لها تاريخ وحكاية 
تماماً مثلنا
أهداني أصراراً 
-لم يكن مثله أصرار- 
لأقاتل الجنود أذا ما أنتهت مدرستي لأعود لبلدنا 
أهداني عينان لأرى ما لنا 
أهداني أقراص فلافل 
نأكلها أنا وأنتِ ولذتها تنسينا همنا
أهداني 
لغتي وعلمي وقضيتي 
عنفي وطيشي وحكايتي 
قدري وأملي وأحلام كثيرة 

أهداني معولاً وقلماً وبعض الذخيرة
أهداني أرض -سُرقت- فيها من عرقي
أنا وأبي وجدي و...
ومن أجلها نقاتل لأحلامنا

أهداني نصكِ أنت 
الذي فيه من الاحباط 
ما لا أحتمل 
وفيه من الحقيقة 
كلها
ولا يكتمل 

اهداني تجاعيد وجه جدتي 
الذي يجتمع فيهن الفرح والحزن
كوطنٍ كاملٍ
لا يجمع بين أرضه وأمله 
حتى اليوم 
ويأبى عنهما أن ينفصل 

أهداني نفسي
وصبري وتعجلي

أهداني قليلاً من البؤس 
وكثيراً من ثمار التوت
وليلٌ طويل 
ووعد -منه صادقاً- أن سوف ينجلي
 

7.09.2012

هي والياسمين وشبه نص.


تدخل كل واحدة منهن على حدا، وكانهن يعرفن الطريق، بتسلل أو على عجل او بهدوء الواثقات، يتوزعن بترتيب عشوائي، فواحدة على الاريكة وأخرى على طاولة صالتنا، وهنا وهناگ، والاخيرة سارت طول الطريق بثقة لتستوي على صدري، وتجعلني ... .

يسير بها فكري لكِـ أنت وكأني أريد أن أخبرك عنهن المزيد، فيا جميلتي هن يفرضن علينا مسارهن في البيت، لا نهملهن ولا نفرض عليهن مزاج بيتنا فدخول أزهار الياسمين كالقدر، ليس هناك منه مفر، ولا يترك لي خيارات سوى الاستمتاع، والتفكير في عيناك. 

كليس غيرها زهرة الياسمين تذكرني بكِ، ومن حسن حظي تلك الياسمينة التي تتسلق بيتنا حتى اصبحت كحجارته وذكرياته وأمل، اخاف من الورد يا حبيبتي فله تأثيرٌ لا يزول، تماماً كأحتضان كفين بخجل أو ملامسة...، أما أنت فليس لك إلا ما تبقى مني، بتيهي وطيشي وقليل من الاحلام وكثير من الواقع، لك ما تبقى مني، وقد عرفت بك ما تبقى، وعرفت ما قد ضاع، وبلا قصد منك عرفت أني أضعت من عمري انشودة الصباح عندما أنتظرت ردك على رسالة وكان النوم قد أخذ منك جمال العينان المبصرة الشاشة الالكترونية في تلك الليلة، لأن حتى النوم يريد لعيناك أن ترتاح من تناقضات المدينة ويحفظ نضارتهما ليومٍ جديد، أما أنا قد تُركت ملقاً أراقب عصافير الصباح، وأفكر أكثر بيوم أجمل.  

أكره مدينتنا يا حبيبتي، فمن رائحتها تشتمين النميمة، وليس لها غير مراقبتنا ونحن نعبر الشارع، تنظر الى عيناكي فتعجز عن التفسير، وتنظر لعيناي وتجد فيها المزيد من الكلام، ما بال هذه المدينة تحرمنا لقيانا وفرحنا وكأسي الشاي المختلفين، وليس لي سوى أن حبها، لأرى وجهك، وألمس كفك يدك -كمثل عن غير قصد- و... .