12.07.2011

لم ارى عمان

 

كان لابد لمثلي ان يفعل كل شيء مرتين، فكنت انا محاولاً اشعار الموظفين بأني 
لا آبه ابداً الى كوني منتظراً ولا أعرف ما الذي انتظره، الساعه السابعة والنصف، والدقائق العشر الاخيرة كانت مشادة بيني وبين موظف الجوازات الاسرائيلي على جسر الملك الحسين، "لدي جواز سفر" كان جوابي عندما قال بطاقة هويتك لاتصلح للمرور وأضفت "هويتي جميلة ما بها؟" أستفزه جوابي ومزق هويتي وقال لي قلت لك لا تصلح، فابتسمت وقتها يا صديقتي لأنه مستفز، أجلس مقابله مستمتعاً اتكلم مع كل الناس الذي يمرون بي ونضحك، وبعد ساعتين نادت علي موظفة الجواز التي لا تتكلم الانجليزية كان عليكي يا صديقتي ان تري كم كانت مستفزة من طريقة انفعالاتي عند تكلمها بالعبرية، كان عليها ان تسير معي حتى الحافلات لأعود إلى اريحا، وما ان وصلت هناك وإذ بالشرطة الفلسطينية تأخذ الموضوع على محمل الجد، وأعطاني الضابط المسؤول طلب من مدير الداخلية بتسهيل حصولي على هوية جديدة، لا اريد ان اقول لك عن مدى فخري بشرطتنا فأنت تعرفين ذلك، وعدت إلى الجسر باحثاً عن نفس الموظف مرة أخرى لأتأكد من أني عكرت صفو يومه، لكن وللأسف لم أجده، كنت في هذه المسافة بين فلسطين والاردن لايشغل فكري شيء أكثر من هؤلاء الاطفال الذين كانوا منذ السادسة والنصف يحملون حقائبهم ويسيرون بهن من قرية الجفتلك الى مدرستهم البعيدة، أفواجاً كانوا يُشعرون البرد والجنود على حاجز الحمرا بأنهم لا شيء، ويخرجني من الجو شرطي اردني قائلاً الحمد لله على السلامة كانت ألامور سهلة جداً على. الجانب الاردني لم أجد هناك شيء مكتوب عليه بالعبرية سوى هويتي وتصريح الخروج وسترة شاب فلسطيني، لم أكن أعرف وقتها كيف سأحدثك عن هذا، فخجلاً منه اعطيته جواز السفر فقط، وعمدما طلب كرتي الاخضر، لا يوجد هناك كرت احمر واصفر فقط، مبتسماً اعطاني كرتي الاخضر الجديد الذي احببته فعلاً وقتها ولم اقضي هناك خمس دقائق حتى خرجت بأول أكتشف لي هناك، فأوجدت يا سيدتي أن سبب كره الفلسطني الاردني المتبادل، هم سائقوا سيارات الاجرة، وكان علي ان اتحمل احدهم على مضض من الجسر حتى عمان حيث التقيت برجل كانت له ذاكرة  منظمة التحرير، وكنت أستغل كل دقيقة في الاربعة وعشرون ساعه اللواتي قضيتهن بالاستفادة منه وأراني كل ما لا يخطر على بال شاب رؤيته هناك، وكما ليس انا في العادة أمضيت يومي من دون انترنت، أما اليوم الاخر قبل عودتي فمضى وأنا على الاريكة نفسها بدون مبالغة في حضرة بعض الاقارب، ولا مبرر لي ابداً ان اكون مستعجلاً في عودتي، وهكذا لم أرى عمان، و تذكرت أني لم أأرجل منذ يومين، فلهذا احضرت معسل من السوق الحرة، لا تضحكي عزيزتي فأنا لن أتغير، وما أن وصلت عند الاسرائيلين وأذ بهم يحجزون جوازي فلم يجدوا تعليق على بطاقة هويتي هذه المرة، ويطلبون مني الجلوس، لم يكن بهناك سوا مقعد شاغر واحد بين سيدة خائفة على أخيها الصغير الذي لا تعرف إلى اين يأخذونه وموظف جوازات اسرائيلي يستريح، وما ان جلست حتى رأيت طفله حجزوا والدها  فاخرجت كراس رسمها واللوانها وبدأت بالرسم، ومصادفة يا صديقتي كنت أنظر لها انا وموظف الجوازات فضحكت ساخراً وقلت "ع الفاضي لو شربوا البحر" ونظر الي محتاراً ماذا سيفعل بي، وقاطعت تفكيره وانا اغني مزامناً اغنية على هاتفي، أنا الان قريب من جنين لكن التجربة لم تقدر على الانتظار فَخرجت في سيارة الاجرة، بالاضافة إلى هذا اريد أن أقول لكِ أني احب خوليو اجلاسيوس اليوم كما لم أحبه سابقاً. 

19,05
23.Nov.2011