6.08.2012

مع درويش مرة أخرى

مع درويش مرة أخرى

درويش يا حبيبتي مزعج، تمام كدوار المنارة، الذي يسكن فيه، وعلى غير عادتي  لم اطلب التمباك، وأبقى متمازجاً مع ازعاج درويش والشارع، والمارة الذين يبدأ مسيرهم ببداية الزجاج على باب المقهى وينتهي مسيرهم بنهايته، بلا قصد اراقب سيدة فلبينية تمر من الطريق كأنها لم تفهمه، وفتاة امضت وقت طويل في تنسيق لون مكياجها ولم تتذكر تنسيق الوان ملابسها، وطفلة صغيرة تطلب المال من رواد درويش، ورجل يجلس على الطاولة المقابلة، يجادل رفيقه ليجد طريقة ليأكل حق (خواته) بالميراث، واقضي قليلا من الوقت انظر للافته كتب عليها (مؤسسة نابلس التجارية) تذكرني بـ (شورما جنين) ، وبائع خروب يلبس زي المهنة التقليدي مع نظارة (ديزل) وعلم العاصفة على رأسه، يفخر به تمام كما يفخر هذا الحاج بحطته الفلسطينية التي يثبتها بعقاله. 
حبيبتي اكثر من مرة اجلس هنا لأجد هوية رام الله، لأقترب منها قليلاً، وكل مرة لا أجدها. 
وبلا قصد مني كالعادة تذكرت شوقي، واشتياقي لك، وانا الذي لا أعرف الاشتياق لأنفاسك التي أكاد أعدها، ولنبضات قلبك التي تتسارع عندما تنظرين الي في ذلك المقهى اللعين، لثقتك وأنت تسيرين بجانبي في الطريق، لتفاصيل انا لا أستطيع محوها من ذاكرتي. 
تماماً بجانب الشارع في درويش أجلس وحدي كعادتي،أراقب المارة، كل يسير لمأربه ربما لست وحدي الذي انتظر هاتفاً في أضطراب مركز المدينة الذي لم أجده جميلاً حتى اليوم، سوى مرة كانت في الخامسة صباحاً وكان فارغاً ليس فيه من البشر سوى أنا ورجل انيق كأنه قد خرج للتو من قصيدة رائعة. 
في التكسي عند دخولها أنظر الى بناية كان لك فيها ذكريات، كان لي فيها أنت، وأتابع المسير، وعند الخروج منها، أشتم خطأ مطبعي في متن القدر أوجب علي المسارعة للخروج والخروج عن جاذبيتك يومها لتداركه. 
أترك درويش يا حبيبتي ولم أكمل نصي...، الذي لا أعتقد انه سيكمل ذات يوم، اترك درويش الذي لازال مقهى شعبياً ملقاً على هامش الطريق، وأحمل كل ما لك وأسير في الازعاج لست كالاخرين، فهناك ابتسامة على وجهي لرؤية وجهك الذي لا يفارقني.