2.20.2013

رام الله المثيرة

سيدتان محتجبتان تتبدلان الحديث بلغة روسية تحت نخلاتٍ باسقات، والريح تلعب في جرائد النخل كما تلعب بنا، ليس بنا فقط، وإنما أتجاه الكلمات، فتارة أسمع الحديث، أذا ما كانت الرياح غربية الاتجاه، وفتاة تمر لا مبالية من بينهما وعربة الطفل منشغلة بهاتفها لا ترى من الطريق شيء، وأنا أقف منتظرا بعض الاصدقاء، وصدفة جميلة تجمعني بأحدهم. 
ربما مروري أمام درويش كان اليوم، لأني كتبت عنه ذات صباح، عن أشخاص يمرون في مسيرهم من خلال الزجاج، وربما سأكون بطلاً أو ذا دور ثانوي في قصة أحدهم، وربما لم أدخل لكي لا أسمع قصص تعيسة، وطاولات درويش يملأها الحزن والكاسات قد ثملت من التعاسة، وفي جو كهذا ربما تسمع ما يتكفل بأفراغ رغبتك في الحياة. 
كل شيء في رام الله يعتمد منسوب التعاسة العام، ولا أدري كيف تغير طعم رام الله منذ آب، لكن الامر لا يحمل من الاهمية قدر كبير فقد تعود طعمه. 
لم أزل لا أحب زينة عينيها رام الله وكيف تبدو ساحرة أنيقة بأتزان، تغريك بنفسها خطوة خطوة، وليس عليك سوى الغوص في جاذبيتها قليلاً، لتدرك أي ذنبٍ قد أقترفت. 
فلا مكان فيها لك ولا لي أيضاً ولا لنص مثل نصي يكتب في مديح جمالها الخادع، وهي التي لم تضق بالنمر الصفراء التي تنهكها وتنهكنا، وكأننا نعيش في عالمين، بقوانين وحقوق وواجبت مختلفة، بربك هلا ترفقين بنا قليلاً، علنا نغير احاديثنا على المقاهي، ولا نسمح لعقولنا بالعنصرية التي أنت أوجدتها، أو تتركي لنا هم أخر غير تحديد مراتبنا فيها، لا تعاملي كلن منا بمكيال، فلست أريد منك سوى بعض الدفئ لأقضي يوم واحداً في حضرتك وربما يومان. 
دعك من الاغنياء والمثقفين والغرباء و... و... وأعيريني قليلاً من الانتباه، أنا الفلاح الذي أصلك بعد طريق طويل، ولست أريد منك سوء أجازة من التعب أستريح بها مع رفاقي ونضحك، بربك هل من الصواب أن نمضي حديثنا بالحديث عن مزاجك الغريب، المتقلب، في الحديث عن حاجتنا لراتب أضافي لنواكب سعر الطعام والشاي وجلسةٍ في مقهى قديم. 
بربك رام الله أزيلي عن عيناك الكحلة الجميلة، وأبقي كما كنت،أو كوني كما أنت، ولا تزعجي مزاج فلاح جاء من الشمال، سميته أنت بلقب جديد، رغم كل حبي لك رام الله أكرهك.