5.04.2010

ابجدية النشوة





















لم تتوقف وهي خارجة من هناك محاولة أن تغرس في الأرض قدميها بقوة وثبات وقسوة واضعة يدها على عنقها الأبيض كأنها تخفي كنزاً, عيناها تجولان في تفاصيل المكان كأنهما لا ترغبان أن تريا أحد يعرفها وتحاولان أن تختبئا من أي أحد, لو ركزت فيهما ملياً لأدركت أنها ما تخبئه ليس ذهبا وإنما احمرارا من أثار القبلة الجريئة التي غنمتها قبل قليل.
وهو أيضا يسير في الشارع ذاته في اتجاهه الأخر محاولا أن يخفي أثر أحمر الشفاه عن شفتيه بعد أن علقت عليه صبيتان و تبادلتا الضحكات العبثية في الطريق.
قبل قليل وهما صاعدان إلى مكتبه في أكثر شوارع نابلس زحمة وأزعجا, ألقت جسدها المنهوك عليه لكي لا تتعب أكثر, قتله جسدها و هو ملتصق بجسده, وأثاره صدرها وهو يحتك به بفعل الدرج حتى دخلا المكان, جلس بكرسيه و جلست مقابله, حاول تضيع الوقت وتشتيته بالحديث عن العمل عله ينسيه سحرها, دائما هي تقطع مواضيعه وتتكلم عن نفسها عنه وعن الحب, اقتربت منه حتى الإثارة و ابتعدت قليلاً حتى وقف على النافذة, أقترب منها حتى أصبح خلفها وضمها من خاصرتها كمن يمسك عصفور يحاول الهرب أدار جسدها برفق ووضع شفتيه على شفتيها وهي تقاوم حتى بدأت تفقد مقاومتها وسقطت بين يديه, تابع القبلة على الأرضية الرمادية حتى دفعته عنها كأنها أدركت أنها ترتكب حماقة تاريخية, أبتعد عنها سريعا و راح يتحرك بعشوائية يلقي بنظرة من النافذة يتحرك بين الأثاث المكتبي ويجلس وكل همه كيف يصيغ لها اعتذارا.
خائفة ومرتبكة وهي تلملم نفسها عن الأرض وتفكر بما حدث, فمبادرته الجريئة أضافت نشوة في حياتها لم تعهدها وهي لم تكن لترفض لو فكرت بذلك.
تركت كل ما تفكر به وأقبلت عليه بغموض وجهها, جلست في حضنه وابتسمت وهو أيضا ألقى كل الأعذار التي كان يحاولها و قبلها وأكثر.